“المزارع المغلقة” .. وداعًا لنفوق الدواجن

تضرب الأراضي الفلسطينية وخاصة قطاع غزة، موجة من البرد والصقيع الشديدين، والتي تؤثر بشكل كبير على إنتاج المحاصيل الزراعية ومزارع الدواجن على وجه الخصوص، ما يؤدي لزيادة التدابير الوقائية التي تهدف لتقليل الخسائر والمحافظة على تواجده كمنتج مستقر في السوق بأسعار تناسب المواطن الفلسطيني.

أدهم البسيوني الناطق باسم وزارة الزراعة في غزة تحدث لوكالة “الرأي” عن تجارب زراعية نجحت بتنفيذها وزارة الزراعة للتقليل من خسائر محصول الدجاج والحفاظ على تواجده في السوق بشكل مستمر وآمن، وذلك من خلال تنفيذ مزارع الدواجن المغلقة.

“المزارع المغلقة قللت نسبة الخسائر وتجاوزت أزمة النفوق الحتمي للمحصول وسط ارتفاع درجات الحرارة أو انخفاضها في أيام البرد الشديد على حد سواء، الأمر الذي أثبت نجاح هذه التجربة من التغيرات الجوية”، بحسب البسيوني.

لا أضرار

وقال البسيوني: “إن الجولات التفقدية الخاصة بمزارع الدواجن لم تسجل أي أضرار خلال موسم الشتاء الحالي، لكنها سجلت أخرى في الأراضي الزراعية التي شهدت أمطاراً متزايدة وتعرضت لحالات من الانجراف الطيني وتعطل بعض الدفيئات في المناطق الحدودية شمالاً.

وبدأت “الزراعة” باستخدام الطاقة البديلة ومكملات التدفئة للأخذ بعين الاعتبار أزمات الكهرباء التي تعصف بالقطاع، حيث يتسبب عجز الكهرباء عن تغطيات أغلب ساعات النهار بالكهرباء ما دفعها لتوفير طاقة بديلة تعين القطاع الزراعي على البقاء والثبات بحالة جيدة بين يدي المستهلك الفلسطيني.

وقبل بدء فترة المنخفضات الجوية، عممت وزارة الزراعة عدد من الإرشادات والتعليمات الخاصة بالمحاصيل الزراعية وإمكانية المحافظة عليها من الأعطاب، ومكنت عدداً من الدفيئات والمزارع بتوفير بعض الإمكانات المعينة على استقرار البيئة المناسبة لصحة الدواجن.

وأشار البسيوني إلى استمرار استيراد البيض المخفق من الجانب المصري، الأمر الذي دعم المنتج المحلي وعكس حالة من الاستقرار داخل أسواق الدواجن، منوهاً إلى استقرار ملموس على أسعار الدواجن بما يناسب المزارع من تجاوز خسائره وما يناسب شراء المستهلك.

تطلعات 2023

دائرة الإرشاد وخدمات المزارعين في المحافظة الوسطى زارت عدداً من مزارع الدواجن، للاطلاع على أوضاعها وتقديم أهم الإرشادات والتوجيهات الفنية اللازمة للحد من آثار المنخفض الجوي.

وخلال الجولة تفقد مهندسو الوزارة الستائر الجانبية للمزارع والأسقف الخاصة بالمزارع، والتأكد من سلامتها وصيانة التالف منها، إضافة للكشف على شبكة التدفئة داخل المزرعة لتلافي حدوث الحرائق والمحافظة على درجات الحرارة المناسبة باستمرار، في السياق قدم المهندسون تنبيهات للمربين لمراعاة التهوية المناسبة داخل مزارع الدواجن.

وخلال الجولة نفذ مهندسو إحصاءً لمزارع الدجاج البياض لمتابعة أعمار دجاج البياض وقدرته الإنتاجية ونسب الإنتاج العامة للبيض، وكذلك تم متابعة المزارع المغلقة حديثة الإنشاء ومدى مطابقتها للمواصفات الفنية والشروط الصحية.

وتأتي الجولات الميدانية لمتابعة جودة المزارع ومدى مطابقتها للمواصفات الفنية، إضافة الى تقديم الإرشادات الفنية اللازمة لإنتاج البيض والدجاج بجودة تناسب الاستهلاك.

وزارة الزراعة شددت من عملية ضبط كميات البيض المخصب الخاص بإنتاج الدجاج اللاحم المدخلة بما يحقق التوازن بين الطلب والعرض ما أمكن في سوق هذه السلعة، ويحافظ على توفرها بأسعار تناسب المنتجين والمستهلكين، بالإضافة لتحديد سقف سعري لأسعار الصوص والأعلاف.

وحملت وزارة الزراعة تطلعاتها للعام 2023م، بعنوان “قطاع زراعي متكيف مع التغيرات المناخية “، عنوانًا رئيسيًّا للخطة التشغيلية للعام 2023، ما ترتب عليه عكس هذا التوجه في كافة الأنشطة التفصيلية للوحدات التنظيمية التابعة للوزارة.

كما تتطلع خلال 2023 إلى زيادة دعم وتوجيه مربي الدواجن نحو الاستثمار في المزارع المغلقة التي تحقق عائداً ربحي معقولاً، وتقلل من خسائر المربين وضبط كميات البيض المخصب المدخلة، مع الاستمرار في تحديد سقف أعلى للأسعار ومدخلات الإنتاج كالعلف والصوص.