اخبار

تحقيق| لماذا ترفض السلطة الاعتراف بمستحقات موظفيها بغزة؟

يبدو أن السلطة الفلسطينية تتعمد إبقاء موظفيها في المحافظات الجنوبية “قطاع غزة”، في حالة من عدم الاستقرار الوظيفي؛ عن طريق التلاعب برواتبهم ونسب صرفها من شهر لآخر، وعدم مساواتهم بنظرائهم في الضفة الغربية.

ومنذ أعوام، تتذرع السلطة، بين الحين والآخر، بأنها تعاني من أزمة مالية، لتقدم على الاستقطاع من رواتب موظفيها؛ وفي أكثر من مرة، طال الاقتطاع غزة وحدها لأنها الحلقة الأضعف.

وتعود بدايات هذه الأزمة السياسية إلى العام 2007، حينما أحالت السلطة عشرات الآلاف من موظفيها في غزة للتقاعد المبكر، رداً على إدارة حركة حماس للقطاع، وتحميلها المسؤوليات كافة لإدارة شؤونه.

وأوقفت السلطة، منذ 2007، إصدار أي استحقاقات وظيفية لمن تبقى من موظفيها في غزة، التي تشمل (العلاوات الإدارية السنوية، والترقيات، والاستحقاقات المالية).

واستمر هذا الحال حتى شهر آذار/ مارس 2017، حينما دخلت المرحلة الثانية من عقوبات السلطة على غزة، التي شملت خصم ما نسبته (30-50%) من رواتب موظفيها، بالإضافة إلى إحالة الآلاف منهم إلى التقاعد العسكري والمالي الإجباري.

وكان مدير عام الموازنة، فريد غنام، أشار في نيسان/ أبريل 2019 إلى أن السلطة أحالت منذ آذار/ مارس 2017 قرابة 27 ألف موظف للتقاعد المبكر، وبذلك استقر عدد موظفيها عند 133 ألفاً، منهم 33 ألفاً في غزة، وما يزيد عن 100 ألف في الضفة الغربية.

مصير مجهول

ومع بداية 2021، التي تزامنت مع مرسوم إجراء الانتخابات العامة -قبل أن يلغيها رئيس السلطة محمود عباس- أوقفت السلطة الاستقطاع من رواتب موظفيها، فيما بقيت مستحقاتهم على مدار الأربع سنوات مجهولة المصير، وترفض السلطة التطرق إليها أو الحديث عن أوجه إنفاقها.

وبعد عام من استقطاعات الرواتب على موظفي قطاع غزة، وإحالة الآلاف منهم للتقاعد، جاء أول اعتراف من رئيس الحكومة السابق رامي الحمد الله، بتاريخ 26/11/2018 أن حكومته اتخذت إجراءات تشمل (35) ألف موظف، في البداية وصرف (75%) من رواتبهم، وتراجعت النسبة إلى (50%)، مشيراً إلى “أن حقوقهم ستكون محفوظة وفي حال إنهاء الانقسام سنجدول مستحقات الموظفين في قطاع غزة ودفعها لهم”، على حد زعمه.

وكان رئيس الحكومة الحالي في رام الله، محمد اشتية، قد أقر منذ تسلم مهامه في نيسان/ أبريل 2019 مبدأ توحيد نسب صرف الرواتب، ووقف التمييز ضد موظفي قطاع غزة، إلا أن تطبيق هذا القرار جاء في خضم الحديث عن الترتيب لإجراء الانتخابات مع بداية الماضي، وبقي مصير مستحقات الموظفين مجهولاً!

ومؤخراً، تذرعت السلطة الفلسطينية بأنها تعاني من أزمة مالية خانقة، وسط تلميح من قيادتها إلى عدم القدرة على دفع رواتب الموظفين وإمكانية العودة إلى الاستقطاع من رواتبهم مجدداً؛ لمعالجة الأزمة المالية.

معد التحقيق حاول البحث عن مصير الاستقطاعات من أموال موظفي السلطة في قطاع غزة خلال فترة العقوبات، وتسليط الضوء على إيرادات ونفقات السلطة على القطاع.

وكان وزير التنمية الاجتماعية في حكومة اشتية، أحمد مجدلاني في تصريحات صحفية نهاية شهر أكتوبر، قال إن هناك إشكالية في إمكانية صرف حكومته لرواتب موظفيها خلال الشهور المقبلة، وذلك في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها.

وبحسب مجدلاني، فإن العجز المالي لدى الحكومة بلغ 400 مليون شيكل شهرياً، مبيناً أن الإيرادات خلال العام 2021 تتراوح ما بين 800 مليون و820 مليون شهرياً، على حد زعمه.

وعلى خلاف ما تحدث به مجدلاني، وخلال تنقيب معد التحقيق والبحث والتدقيق في المعلومات، فإن التقرير السنوي الصادر عن “الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة – أمان” يناقض ذلك، ويكشف عن زيادة في نسبة الإيرادات منذ بداية 2021 بحوالي 6% وزيادة على إيرادات المقاصة بسبب ارتفاع الأسعار، وهي زيادة في ضرائب الدخل بالقيمة المضافة.

ائتلاف أمان: إيرادات السلطة زادت 6% وانخفض الإنفاق العام إلى 30%

ووفق تقرير مؤسسة أمان، فإن هناك انخفاضاً في الإنفاق العام لدى السلطة الفلسطينية 2021 بنسبة تفوق الـ 30% مقارنة بالعام 2020، مما يعني أن التذرع بالأزمة المالية والعجز في الموازنة قد يكون أمراً مفتعلاً.

دون حسيب ورقيب

وخلال بحثنا في هذه القضية، فإن الناطق باسم الحملة الشعبية للدفاع عن حقوق موظفي المحافظات الجنوبية رامي أبو كرش، كشف عن أن حجم الاستقطاعات من رواتب موظفي السلطة في قطاع غزة على مدار الأربعة أعوام السابقة تفوق قيمته 415 مليون دولار.

ويؤكد رامي أبو كرش في حديثه لـ “الرسالة” أن الحكومة وقيادة السلطة ترفض التطرق أو الحديث معهم عن مصير هذه المستحقات، التي تمت دون أي حسيب أو رقيب، ويتساءل في الوقت ذاته: “إذا أرادت أن تستقطع السلطة من أموال الموظفين مجدداً فأين مستحقاتهم السابقة؟!”.

أبو كرش: 415 مليون دولار مستحقات نتيجة الاستقطاعات من الرواتب

ويضيف أن السلطة تعودت في أي أزمة تعانيها أن تصدّرها إلى الموظفين وتمارس التقسيم والتمييز الجغرافي بين الموظفين تحت شمّاعة الأزمة المالية.

ويبين أن الأزمة المالية باتت فزّاعة تصر السلطة على أن تبقى ترهب بها الموظفين والأصل أن تتحمل هي والحكومة هذه الأزمة ولا يتم تحميلها للموظفين، كون الرواتب بطبيعة الحال هي المحرك الرئيسي للاقتصاد في الشارع.

ويشدد أبو كرش على أن الحل الأمثل للأزمة المالية يكون في تقنين الحكومة للمصروفات، وموازنات ونثريات المكاتب، وبدلات المصاريف، واستثناء الموظفين من أي علاقة بالأزمة المالية.

 أسطوانة مشروخة

فيما يرى رئيس نقابة الموظفين العموميين في المحافظات الجنوبية عارف أبو جراد، أن الحكومة استقطعت من رواتب الموظفين على أساس أنها تمر بأزمة مالية وهي أسطوانة نسمعها كل شهر، مع العلم أن الموظفين في قطاع غزة لا يتلقون سوى الفتات من الموازنة العامة!

ويبين أن الحكومة استقطعت، بنسب متفاوتة، خلال الأعوام الماضية من رواتب الموظفين ما بين الـ 50% إلى 25% وأحالت الآلاف للتقاعد القسري، فيما لم تدفع مستحقاتهم للتأمين والمعاشات أو تعترف بها.

نقيب الموظفين: مصير استقطاعات الرواتب مجهول

ويؤكد أبو جراد أن جميع أسئلة نقابته الموجهة لقيادة السلطة والحكومة حول مصير مستحقات الموظفين وما تم استقطاعه كان الرد عليها واحداً: “لا يوجد لدينا أي معلومات أو إجابات في هذا الملف”.

ويقول: “إذا كان العجز المالي أو الأزمة المالية التي تمر بها السلطة تحديداً سيدفع ثمنها موظفو قطاع غزة وحدهم، سيكون لنا حديث مختلف، وستكون لنا ردة فعل مع مؤسسات الحقوقية وفصائل العمل الوطني”.

وكان رئيس الحكومة الأسبق سلام فياض، الذي بدأت الاقتطاعات في عهده، قد اعترف مؤخراً، وفي غضون الحديث عن قرب الذهاب إلى الانتخابات، عبر صفحته الشخصية بالفيسبوك، بأن قطاع غزة لا يشكل أي عبء مالي على كاهل السلطة.

تذرع بالأزمة

ويؤكد المختص المالي ومدير عام الدراسات المالية في وزارة الاقتصاد د. أسامة نوفل أن مجموع ما تنفقه السلطة شهرياً على غزة من رواتب وأشباه رواتب ونفقات تشغيلية محدودة تقدر بـ(30-35) مليون دولار فقط، بيد أن السلطة تتحصل من أموال المقاصة من إيرادات غزة ما تزيد نسبته عن (60) مليون دولار، وهو رقم لا يشمل المنح التي تأتي باسم قطاع غزة لخزينة السلطة.

ويوضح نوفل في حديثه لـ “الرسالة” أنه، منذ الانقسام، تحرم السلطة أبناء قطاع غزة من التوظيف في المؤسسات الرسمية، وعملت على تقليص أعداد الموظفين السابقين ليصبح اليوم عددهم الإجمالي بغزة نحو (32) ألف موظف على رأس عملهم أي ما نسبته 28%، بيد أن عدد الموظفين في الضفة الغربية ارتفع إلى نحو (110) آلاف موظف.

مختص مالي: بند الإنفاق على رواتب غزة تراجع من 50 مليون إلى 20 مليون $

ويشدد على أن القضية الأخطر أن السلطة توهم الجميع أن الرواتب تشمل رواتب المتقاعدين، رغم أنه من المفترض أن رواتب المتقاعدين دفعها الموظفون مسبقاً، وبالتالي عليها أن تُخرج هذه الفئة من ضمن حساباتها.

ومن الملفت أيضاً أن الاستقطاعات طالت رواتب “المتقاعدين العسكريين” في قطاع غزة، مما يوضع علامات استفهام حول مصير صندوق التأمين والمعاشات “التقاعد” وأسباب الاستقطاع من رواتبهم!

ويضيف: “إن ما يُنفق على قطاع غزة -باستثناء فئة المتقاعدين- يتراوح بين 20 إلى 22 مليون دولار تقريباُ، بالإضافة الى حوالي 10 ملايين دولار في القطاع الصحي والتعليم وصافي الإقراض للبلديات وهو ما مجموعه لا يتجاوز الـ 35 مليون دولار مقارنة بـ 70 مليون دولار قيمة نفقات شهرية قبل العام 2017.

ويبين نوفل أن السلطة خفّضت حوالي 50% من نفقاتها على قطاع غزة وهذا ما تحدث به صندوق النقد الدولي في تقاريره بأن انخفاض الإنفاق العام للسلطة الفلسطينية جاء على حساب قطاع غزة.

ويكشف المختص المالي أن الإنفاق على بند الرواتب في قطاع غزة شهرياً، قبل الاستقطاعات بلغ 50 مليون دولار، وتراجع المبلغ إلى حوالي 20 مليون دولار بعد الاستقطاعات، مبيناً أن السلطة تلجأ دائماً إلى تخفيض فاتورة رواتب موظفيها في قطاع غزة على حساب باقي المناطق، علماً بأن السلطة تجبي من القطاع وتحقق فائضاً من هذه الجباية.

ويشدد على أن السلطة معنية بتخفيض فاتورة رواتب موظفيها في القطاع؛ بهدف خلق نموذجين أحدهما في الضفة قائم على الرخاء الاقتصادي وآخر في غزة سلبي ويعاني من تدهور اقتصادي لأسباب سياسية.

ويشكك نوفل في حقيقة وجود أزمة مالية لدى السلطة، مستشهداً بتقرير مؤسسة ائتلاف أمان وتقارير البنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي أثبتت أن الانخفاض في الإنفاق العام خلال الفترة الماضية جاء على حساب قطاع غزة، من خلال الإجراءات العقابية التي شملت: التقاعد المبكر وقطع الرواتب وتخفيض نسبة الراتب. وبالتالي، فإن حقيقة الأمر هي أن السلطة عالجت المشكلة عبر تخفيض الإنفاق على قطاع غزة.

ويلفت إلى أن السلطة تحاول الإثبات للمجتمع الدولي بأنها تعاني من أزمة مالية كبيرة، وأن المشروع الاقتصادي الذي أُقيمت عليه اتفاقية أوسلو بدأ ينهار، وهو بهدف استجداء المانحين، ولم تحصل على ما أرادت في اجتماع المانحين في النرويج قبل فترة وجيزة.

وحول مصير الأموال التي جرى استقطاعها سابقاً من أموال الموظفين، يرى نوفل أن هذه المبالغ هي أرقام حسابية ليس إلا، وبالتالي لن يحصّلها الموظفون في الوقت الحاضر، خاصة وأنها تنظر إلى قطاع غزة على أنه كيان معادٍ لها، وحتى الموظفون الذين يتبعون للسلطة يعانون من تعاملها السلبي معهم.

وعن تعمد السلطة التعتيم على البيانات المالية وما تنفقه على قطاع غزة يقول: إن توصيات مؤتمر الموازنة العامة أواخر 2021 في الضفة الغربية، كان يناشد السلطة، ويطلب منها ضرورة إظهار الحسابات المالية والبيانات الختامية الخاصة بقطاع غزة.

ويشير إلى أن السلطة قابلت هذه المطالب برفض شديد؛ خشية أن تقدح الأرقام في مصداقية السلطة مقارنة بما يعلنه مسؤولوها حول ما يتم إنفاقه على قطاع غزة.

معد التحقيق حاول الاتصال أكثر من مرة بالناطق باسم وزارة المالية في رام الله عبد الرحمن بياتنة، دون الحصول على رد.

ويتفق المختص، ورئيس تحرير جريدة الاقتصادية، محمد أبو جياب مع سابقه في أن السلطة تتعمد التعتيم على بياناتها المالية التي تخص قطاع غزة، مبيناً أن هناك تضخيماً في عمليات الإنفاق الحكومي على غزة، بينما يجري تقزيم إسهامات غزة في الموازنة العامة.

ويوضح أبو جياب لـ “الرسالة” أن السياسات الحكومية في إدارة الشأن المالي على مستوى السلطة الفلسطينية، فيما يتعلق بتأمين الإيرادات وترشيد النفقات، هي سياسات فاشلة وعقيمة، وأصبحت عبئاً على المواطن الفلسطيني.

مختص اقتصادي: السلطة تلجأ لمعالجة أزماتها على حساب الموظفين

ويبين أنه كلما زاد الضغط المالي، وتأزمت السلطة، لجأت إلى معالجة أزماتها على حساب الفقراء وطبقات الموظفين والفئات الهشة والضعيفة في السلطة.

ويشدد على أن هناك تضارباً في سياسات السلطة على المستوى المالي. فهي من جانب، تتحدث عن أزمة عميقة قد تصل إلى الاستقطاع من رواتب الموظفين، ومن جانب آخر، فإن الترقيات والإنفاق الحكومي غير المجدي لا تتوقف، والتوجهات المالية ذات العلاقة بالإعلان عن مشاريع كبيرة وضخمة في المناطق الفلسطينية لا تتوقف، وهو شيء غير مفهوم.

ويتساءل: “كيف يمكن أن تكون هناك أزمة مالية في الوقت الذي يتم فيه تعيين سفراء ومدراء جدد وصرف بدلات لكبار الضباط، ونفقات تشغيلية مهولة لديوان مجلس الوزراء ومكتب الرئيس وخلافه من المؤسسات الحكومية، التي لا تخدم المواطن الفلسطيني بصورة مباشرة”.

ويشير أبو جياب إلى أن السلطة لا تعترف أن هناك استحقاقاً واستقطاعات من رواتب الموظفين في غزة، ولم يُرصد لصالح الموظفين في القطاع أي مديونية على الحاسوب الحكومي في وزارة المالية وتعد المبالغ المصروفة هي إجمالي المستحق.

وفي نهاية المطاف، يمكن القول إن السلطة التي تحاول التذرع بمعاناتها من أزمة مالية، كما ذهبت لاستقطاعات جديدة من رواتب موظفيها في قطاع غزة مجدداً؛ لأهداف سياسية. في المقابل، فإن مصير ما استقطع على مدار السنوات الماضية مجهول، ولا تعترف به، لتبقى طبقة موظفي السلطة في القطاع هي الحلقة الأضعف.

تابعونا على الحسـابات التالية ليصلكم كل جديد

|| جروب فيسبوك || صفحة فيسبوك ||  قناة تيلجرام ||  صفحة تويتر  ||

مقالات ذات صلة

‫39 تعليقات

  1. But despite Chelsea taking first place in the standings, Manchester City are still favourites to win the title after Pep Guardiola’s side were inspired to a 2-1 win at Crystal Palace on Saturday with two goals from Yaya Toure. The Reds maintained their perfect 100 per cent start to their title defence with a 3-1 win over Arsenal on Monday night. The title contenders – City and Liverpool – recently clashed in gameweek 32 with the match ending 2-2. While Kevin de Bruyne and Gabriel Jesus netted for the Sky Blues, Liverpool’s attacking duo Diego Jota and Sadio Mane scored to spare the Reds’ blushes in the title race. They are are now offering odds as short as 4 6 for Klopp to lead his side to the title in 30 games’ time. Liverpool – The Reds have only got their hands on the Premier League title once, and they had to wait a long time to get it. Their breakthrough came in the 2019 20 season but are second-favourites to land the title in 2022 23 Premier League odds.
    https://zanderdczw529528.humor-blog.com/22441800/get-sky-sports
    bet365 Liverpool had 13 5 (3.60) to win the Premier League prior to their first game of the season against Norwich, which the Reds won 4-1. Aston Villa are playing quite well as this match arrives. Unai Emery’s bunch has won seven of the last 10 matches in EPL play, and Aston Villa have an impressive combination of defensive resistance and offensive creativity. Aston Villa are in the top five of the EPL in allowing 42 goals this season, with a top-three rate of allowing only 1.17 goals per 90 minutes. Aston Villa also have a 72.5% save rate that ranks in the top four of the Premier League, with opponents producing only 23 assists this season.  But with the Premier League anything is possible, it was City who won the league with the last kick of the game through Sergio Aguero before.

  2. Wypełnij formularz, a skontaktujemy się z Tobą w ciągu 24h! 3)    Obstawianie więcej niż jednego zwycięzcy – w tym systemie obstawiasz np. dwa konie i jeden z nich musi wygrać. Tego typu system sprawdza się najlepiej gdy zawodników jest od 4-6, przede wszystkim w przypadku zakładów na wyścigi psów, żużel lub niektóre wyścigi koni. Wynika to z faktu, że dostępnych jest mniej opcji, a co za tym idzie szanse na wytypowanie zwycięzcy są znacznie większe. W przypadku wyścigów, w których udział bierze kilkanaście wirtualnych „zawodników” wytypowanie 2 daje niewielkie szanse. Z oczywistych przyczyn, strategia ta nie ma zastosowania w virtualach na piłkę nożną, tenis czy piłkę nożną. Na mecze piłkarskie bukmacherzy udostępniają zwykle największą liczbę rynków, zawierających olbrzymią gamę możliwych do obstawiania zdarzeń wariantów. W zależności od dokonanej analizy, posiadanej wiedzy czy przeczucia – w ramach meczów futbolowych można obstawić m.in. wynik (w tym także dokładny rezultat), ilości bramek, kartek, rzutów rożnych, BTTS (both teams to score, czyli obie drużyny strzelą przynajmniej po jednym golu), strzelca gola i wiele innych.
    https://wiki-tonic.win/index.php?title=Top_online_poker_games
    Ruletka bez depozytu kasyna online kamienie zebrane z czwartego rzędu ujawniają dodatkowy symbol Wild, informacje są szyfrowane i zabezpieczone. Dzięki tej dodatkowej funkcji liczba kieszeni zawartych w grze jest zwiększona, mógł stworzyć grę. Kwota bonusu może zostać odebrana tylko raz przez nowych graczy, w rzeczywistości. Niektóre z nich mają historię szybkiego wysyłania czeków do swoich klientów, zasady kasyna w polsce 2023 z wyjątkiem pari-mutuel basenów. Jeśli uda Ci się znaleźć 5 tabliczek w tym samym czasie, Mega Fortune. Oprogramowanie Everygame jest dostępne w trybie natychmiastowego odtwarzania i pobierania, plotki wokół tej gry są czasem dziwne i śmieszne.

  3. The original Mr. Cashman Magic eyes video slot machine was released by Australian casino game manufacturer Aristocrat Leisure. Over the next decade and a half, Mr. Cashman became a household name among slot machine specialists, garnering several industry awards while captivating players around the world. Manufacturer: Aristocrat Blazing 7s free slots online offers all your favorite 3-reel slot machines from the world-famous casinos of the Las Vegas Strip and Downtown Vegas: Get three or more of the slot game icons on the reels and the symbols will form their own little reels in a neat ‘game within a game’ feature. These miniature reel spinners are your key to winning the progressive jackpots on offer, so make sure you’re playing at the max bet if you want to take advantage! Progressives range from 10 credits to 10,000 credits on the biggest payouts, so there’s no wonder this slot was popular with Vegas-goers.
    http://emilianofubi280.image-perth.org/judi-slot-online-terbaik
    FanDuel offers a respectable 500+ slot games. The real advantage of the site is its user experience. There’s no online casino for real money slots better than FanDuel in terms of how easy it is to use.  However, Californians wishing to play online slot machines are able to do so at several social sweepstakes casinos. Rather than use real money, these sites invite players to use virtual currencies to play a variety of slots. While some of the games are strictly for play money, others do offer a chance to redeem cash prizes. Scandinavian developer NetEnt is one of the world’s leading slot providers. They hold a New Jersey license to provide real money slots to online casinos in the Garden State. Slick five-reel NetEnt games like Blood Suckers and the crime-themed Jack Hammer are popular with players the world over. You can trigger free spins and a host of bonus features in both games. You will also discover some NetEnt games at some free-to-play online casinos in NY.

  4. Are you looking to increase your online presence and drive more traffic to your website?
    Consider buying a verified Bing Ads account!
    With a verified account, you can access the powerful advertising tools of Bing Ads
    and reach a wide audience. Don’t miss out on potential
    customers – invest in a verified Bing Ads account today!

  5. Caesars Slots Playtika Rewards is the ultimate loyalty program that continuously rewards you for playing! Playtika Rewards is free to join, and your membership is automatic!  Every time you play Caesars Slots, your rewards roll in and your benefits grow! As you advance through different membership statuses, you will enjoy exclusive access to our VIP experience. You will also qualify to collect even more free gifts and enjoy greater coin rewards! Tabletop It takes three business days for a withdrawal to be processed for ordinary members. VIP members have the benefit of receiving the funds after one business day. During the one-day or three-day processing period, members can opt to cancel payments without having to face any fine. This means that it is possible to use the funds for gaming if the money has not yet been processed. You can use the money earned in your 777 Casino account for any need after the money is processed.
    https://www.dday.it/profilo/royalacecasinoa
    Remember that online slots work using random number generators (RNGs) meaning there is no way of predicting an outcome. This is not limited to slots, as games offered by the best US craps websites have the same limitation. Due to this, gameplay strategies are limited even when you play at the best slots online USA operators. You just have to wait for the right symbols to fall. As you probably already know, some countries have strict laws regarding gambling, and slots are no exception, even if they are offered for free. In other words, you might not be able to play slots for free at all if they are geo-restricted, but there is another option — true free slots! Free slots are played only for fun, and that is their primary purpose. Players who like playing video slots have various tactics which they use when they start spinning. Playing slots for free is an excellent opportunity for professional spinners to study the slot at hand and find all its advantages and disadvantages.

  6. In addition to the new hotel and the amusement center, the casino offers over 2,000 slots, all the most popular table games and six different award-winning restaurants, all of which are detailed on the casino website at redhawkcasino. The Red Dog Casino offers various banking methods, and it does not charge any fees for the following: Visa, MC, BTC, Litecoin, Neosurf, and Flexepin. There is also no need to worry about security or anonymity when making a payment on this online gambling site. Red Dog Casino provides the highest level of cybersecurity to its users ensuring that sensitive information can be entrusted. The site is encrypted with SSL technology and uses a Secure Sockets Layer to keep all personal data submitted to the online casino protected.
    https://not-just-a-box.com/2-hundred-no-deposit-http-online-casinos-list-info-royal-vegas-casino-php-bonus-limitations-2020/
    The roulette trainer simulates how a real money roulette game works. It gives you an idea of what it’s like to play roulette at online casinos. Yes, playing roulette online at a licensed and trustworthy online casino is completely safe. For the first option, note that we have partnerships with online casinos that will offer you significant bonuses. By subscribing you are certifying that you ar 18+ and accept our Privacy and Cookie Policy. Punters who play at a slot machine have a high win percentage because the house edge is significantly low. The “house edge” is a statistical measure of the casino’s statistical advantage over the player. The typical slot machine has a 5% house edge. This is much reduced compared to other casino staples like roulette and blackjack. As a result, a slot machine is the easiest casino game to win, and it can bring a higher percentage of returns to players than other gambling games.

  7. I’m really inspired together with your writing skills and also with the layout on your weblog.

    Is that this a paid subject matter or did you modify it your self?
    Anyway stay up the excellent quality writing, it’s uncommon to look a nice weblog like
    this one nowadays..

  8. Just wish to say your article is as surprising. The clearness in your post is simply great and i could assume you are an expert on this subject. Well with your permission allow me to grab your RSS feed to keep up to date with forthcoming post. Thanks a million and please carry on the rewarding work.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock